الجمعة، 7 أغسطس 2015

تخيل معي! -مقال غير مُجدي عن المثليه الجنسيه-





تخيل معي، الآن، ان رجلا اربعينيا، لديه عافيه وصحة عظيمة. اقبل على امرأة ثلاثينية. جمالها اخاذ. نهديها متقدين. ترتدي فستانا احمر اللون. مقذوع من منطقة الفخذ. يكشف عن ساق شديدة البياض. وهو، الرجل يرتدي قميصا وبنطالا. يبدو كموظف ثري. المرأة تنتعل حذاء عشرة سنتيمترات. اسود، لامع. ويمتد بطول ساقها شراب شفاف. ساقها يستحيل ان توصف بانها ممتلئة، لانه تماما في المقاس المثالي.

لا لن يجري بينهما ما تتصوره، لن يقبلا بعض ثم يتقاسما الفراش. فهؤلاء الاثنين، لديهما طريقة خاصة وخاصة جدا في التلذذ، سوف لن تستوعبها انت. لانك ساذج، تظن ان اللَّذه مقتصرة على هيئة ونوع واحد لا خلاف له.

المهم، سيخلع الرجل رابطة عنقة، التي تدلل على ثراءه. ثم يجثو على ركبتيه. فتضع الجميلة، ذات الرداء الاحمر-لقد الح عليها منذ اخر لقاء لهما الا ترتدي سوى رداء احمر، والا تنتعل سوى هذا الحذاء او الحذاء الاسود ذو الرقبة- ساقا فوق ساق. فترتكز قدمها المدهنة تماما امام ذقنه. لانه انحنى قليلا الى الأمام.

تعرف ما سيدور بينهما فيما بعد؟. سيخلع حذاءها عن قدمها. سيقبل الحذاء قبلتين. فيسيل لعابه. سيتشمم بعدئذ قدمها وهي مدسوسة في الشراب، فتبدو على وجهه معالم لذَّه، تاثرا بالرائحة التي تشممها. سيقبل فخذها، ثم يشد باسنانه طرف الشراب، فيخلعه عن رجلها البيضاء وهو يلهث، كانه يشد بفمه قطارا محملا باللَّذات والمُتع. سيغمر قدمها الصغير بعد ذلك بلعابه. سوف يتسنى لنا، انا وانت، اذا كنا واقفين شهودا على الموقف، ان نرى هذا الكهل يتمرمغ لاعقا قدميها. سوف تنصرع انت لهول اللذه التي تغرق فيها عينيه. سيذوب امامنا، وتتفجر من بين اصلابه دفقات كثيرة. سيدعك بيده محل الدفقات. سيرتعد اثر اللذه. سيقوم ليدخن سيجارة النشوة!

اتعرف كيف يمكن ان ينتشي شخص ما من هذا؟

صحيح!! فاتني ان اعلق، على ان المرأة قد ركلته ثلاث ركلات وهو يلعق قدميها. مرتين بغير قصد. فقد انفلتت حركة مفاجئة من قدمها بغير قصد في هاتين المرتين. ومرة ثالثة، فعلتها متعمده! فاقسم بالله، اني رأيت طلاء اظافرها الاحمر -لقد الح عليها في طلب ذلك اللون ايضا- وهو يختلط تماما بوجنته اليمنى. لا بل اليسرى، فهي ضربته بقدمها اليمنى، وهو راكع امامها، فلا بد ان تصطدم اليمنى بالخد الايسر، اليس كذلك؟ ام انني مخطئ؟
أأخبرك سرًا؟ لم ار في حياتي، امرأة ما، تنتشي بهذا القدر. رأيت امراة تضاجع ثلاثة في وقت واحد فلم تتأثر مثلما تفحمت هذه المتغطرسة من فرط النشوة! كيف؟! والأهم لماذا؟!

كنت منذ يومين، اتصفح الويب، فقرأت على منتدى "حماة السُّنة"، شيخا يفتي بان الشذوذ (المثليه الجنسيه) محرمًا. لا لأن الله مُتعسف، ولا لأن الإسلام دين خرافة. وكأنه في حاجة لمثل ذلك التبرير. بل لان الشذوذ (بحسب وصفه للمثليه) يهد اركان المجتمع. وهو بذلك نذير بؤس وشرور كثيرة لازم ان نتفاداها. كان هذا الشيخ المسكين، يجيب على تساؤل واحدا من زوار الموقع، يسأله عن الموقف الذي يلزم ان تنتهجه الحكومات العربية ازاء اباحة الامريكان للشذوذ، وهل واجب ان نتخذ موقف عدائي من أمريكا؟ لانها صارت من صناديد الكفر- هكذا تماما عبر عن رأيه بامريكا، صناديد الكفر، ما معنى صناديد باية حال؟- فكانت اجابة الشيخ كما ذكرت، ليس تماما كما ذكرت، بل اضاف اليها نقطة او اثنتين.

هذه الاسئلة تغمر عقول الناس العادية بشكل عام، لان المثليين، حسب ظني يشكلون رعبًا حقيقيا لغيرهم. لانه غير معقول تماما ان يكونوا على صواب! كيف يكونوا؟ كيف يتمتعون ويتلذذون ينجاساتهم! تبا، هؤلاء لا يعرفون الدين، يستحقون ان يسحقهم الله كما سحق من قبل اللواطين الملاعين. لا بد ان نمحيهم اذا كنا مسلمين بحق! اما اذا كنا مسلمين، ولكن من مصر الجديدة، فنحن اذا لن نمحيهم، لانا على قدر من الانسانية والرحمة، ولاننا متعاطفين جدا مع الخلل النفسي والعقلي الذي يحيا به المثلي. لذا فسوف نتهكم-فقط-عليه في كل مناسبة. سوف ندهس مشاعرهم بكل قوة لدينا وبكل حذاء نملكة. سوف نتقزز من المثليين كذلك ونتجنب التعرف اليهم، لان ما يفعلونه مازال ولا يزال نجاسه.

اذن هم مرفوضون بوجه عام. خلا ان البعض سيبدي تعاطفه معهم، سيزيف موقفا في صالحهم، في محاولة لان يبدو اكثر تحضرا من غيره، فاذا بدل صورته الشخصية على الشبكة الاجتماعية الى الوان القوس قزح، اتيحت له فرصة رائعة لان ينهش في لحم بقية المصريين الرجعيين. الذين لا يفقهون المعنى الحقيقي للحرية، اصحاب المبادئ المزدوجة، اف لهم!

هيا نعاود ادراجنا لحكاية الرجل ذا القميص والمرأة المفعمة بالحيوية، المثيرة الى حد بعيد التي كانت تركله لتنتشي...

اتعرف يا عزيزي، بم يتمتع هذين "الغريبين"؟ واضح لك ان ما يفعلانه، لا يثيرك بلذة او متعه. لكنه في الحقيقة يثير فيك شعورا مختلطا بالاشمئزاز والألم: النسبة تتباين من شخص لاخر، لذا لا اظن ان كل القراء سيعجبهم هذا القول، فالبعض سيقسم بالله انه لم يتألم وان الامر كله قصرا على الاشمئزاز والنفور. لكن هذه الجفاوة في تقدير الشعور لا تشغلني الآن.

تعال نتدارس سويا ما الذي ودت انت لو تراه حينما بدأ المشهد... تمنيت ان تتم الممارسة بشكل طبيعي، الممارسة العادية المعهودة... او تمنيت حتى على الاقل، بعدما شرعا في افعالهما الوسخة، لو نفرا من هذه الافعال "الشاذة" التي قاما بها!

ما غرضي من هذه الحكاية؟ 
كدت ان انسى...

سانهي هذا الامر بسرعة: انت حينما تعتلي امرأة ما وتقبلها فينتقل لعابها إلى فمك، كما انتقل وسخ قدمي المرأة إلى فم الرجل. وانتِ حينما تأتي رجل في فرجه وانتما على الفراش، فتستبدلين الألم باللذه، تماما كما استبدل الرجل الالم والاهانة المصاحبين للركلة بالتلذذ. وحينما ينتهي الجماع، يؤلمك جسدك بشده، لكنك لا تلحظ لانك متمتع نشوان.

اذا لم يكن هناك اي تبرير منطقي لما دار بينهما، اذا كنت تعتقد في هذا، فانا اتفق معك تماما، لان العملية التي اجروها معا محملة بالقذارة والقرف. لكن تبعا لاستنتاجك الجرئ هذا، واجب ان يتفق لك كذلك، اذا كان عقلك بحالة سليمة، ان ما تقوم انت به ايضا مع من يجاورك الفراش، هو فعل مقزز وخالي تماما من المنطق.

ففي كل الاحوال لا توجد في حياة الانسان الا المعاناة والالم... لكنه وبفضل عقله الباطن الخبيث، استطاع ان يترجم عددا من الآلام التي يمر بها في حياته إلى اللذه او المتعه. من خلال خدعه كيميائية تجري في العقل، لا علاقة لها بالمخزون المنطقي او الاسباب الكونية التي كان من المفترض ان يأخذ بها الانسان.


اقول من دون استطراد، الانسان وبصفته كائن واعي. كان انكى به الا يضيع لحظة واحدة في سبيل سوى البحث عن الحقيقة، السعي لكشف الاسرار... لكنه ولوقاحة منه، اختلق لذات ومتع حيوانية، تلهيه، وتشغله عن الرعب الكامن في جهله بالغيب. في انه بالاصل لا يعلم مكنون ذاته، ولا يعرف عن الاسرار الغامضة الموحشة شيئا من الاشياء قط!

هناك تعليق واحد:

اخبرني عن رأيك...