الاثنين، 8 يوليو 2013

تَعفُّن الإسلام


خرج محمد-صلّى الله عليه وسلم-على أتباعهِ بدينٍ حنيفٍ، آتاهمو القرآن الذي تمّم لهم مكارم الأخلاق وأعجْز ألسنتهم، وحرضهم بصريح العبارة على جهاد الكافرين، فغلبوا الروم وأطاحوا بالفرس واندفعوا في الآفاق يقوضون العالم ويسودونه، خرجوا من هامش التاريخ إلى صدارته، فتمكنوا من العالم القديم جُلّهُ، حتى قال أحد الأمراء الفاتحين في حديثه وملك الصين "أول خيلنـا فـي بلادك وآخرهـا فـي منابـت الزيتـون"(1)، ولمّا استتب الحكم الإسلامي بين الورى، مال العرب عن الحرب قليلاً وانشغلوا بمدنية الإسلام يعززونها.

فامتزجت ثقافة العرب البدوية البديهية بثقافات الفرس والهند والروم وغيرهم من الأمم التي انصاعت لحكم الإسلام، فخرج لنا مزيجاً مذهلٌ آنذاك، مزيجٌ عبّر بصدقٍ عن كُلِّ عناصره، له عيوب تُزامل مزاياه لكنها لا تُضاهيها. فذاع بين سَرَاة الناس نزاعاً فكرياً حاداً في كل كبيرةً وصغيرة، يَهمُنا منه الآن النزاع العقائدي الذي انبثق-جزءً كبيراً منه-من الصراعات السياسية فخوارج يروّنَ أن الحكم لله وشيعة يرون الولاية في بني هاشم، ومُرجئةٍ يتجنّبون السياسة بعقيدتهم(2)، ثمّ مُعتزلة أرستقراطيون يطنِبون في الكلام العقائدي، ينقلون عن أرسططل-أرسطو-وفقهاء الفلسفة اليونانية فلسفتهم، فيُحيلون ويحتالون، وأهلُ سَلفٍ لديهم النقل أعلى من العقل، ثم أشاعِرة يتخيّرون لأنفسهم موقفاً وسطاً بين المعتزلة والسلف-المتطرفين-، وكثيرون غيرهم لا يَسعُنا ذكرهم. نشأت تلك الفرق تباعاً وتنازعت فيما بينها البعض نزاعاً تجده هادئاً يتّخذ شكل المناظرات والمناقشات في المساجد أو بيوت الخُلفاء حيناً، وتجده عنيفا قاسياً تُسفك لأجلهِ الدماء ويُأجج نيران الفتن ويُشعلُ الحروب حيناً آخر.


مرّ الإسلام بظروفٍ شتّى عبر الزمان، فانتصارات تَعقُبها هَزائم، وأيام زهوٍ مُضيئة تتبعها ليالِ جهلٍ معتمة، آونة يكون الإسلام منار التحضر والعدل للعالم، لكنه تدور عليه أيامه فيصير معتنقوه عبئاً ثقيلا على العالمين، كُلّ هذه التغيرات التي تعرض لها الإسلام أوّفرت منه القليل، ففي آونة الهزيمة تُحرق كتب المسلمين بأيدي أعداءهم-كما أحرق التتار مكتبة بغداد 656هـ -، وفي آونة الظلم وبطش الحكام تُكمّم الأفواه كي لا تُصرّح بالحق، فيَضمُر-الحق-ويَذيع الباطل، أما آونة الجهل ففيها تُلفّق الأكاذيب بالدين حتى يتماشى والذوق العام-الجاهل-، وهكذا، فكل انتكاسة للمسلمين تُلحق بدينهم أذىً كبيراً، أذىً لا تدفعه نهضة المسلمين من بعد نكستهم، لأن الحق حين يُمزَج بالباطل يصعب تمييزهما من بعضهما البعض، لهذا تجد كتب المسلمين مملوءة بخرافات وعجائب لا يقبلها العقل وإن أيّدها الناقلون وأكدوا ثبوتها.
________________________
(1) قالها الأمير قتيبة بن مسلم مشيراً لأن دولة المسلمين تاخمت حدود الصين من الشرق وبلغت الأندلس-اسبانيا-في أقاصي الغرب-وكان ذلك في عصر الخليفة الوليد بن عبد الملك 86هـ:96هـ -.
(2) قامت عقيدة المُرجئة على إرجاء الحكم لله، فهم لا يحكمون بكفرٍ أو زندقةٍ على أحد ذلك أن الله سيفصلُ بين الناس يوم لقائه، و الراجح أنهم فضّلوا تلك العقيدة تجنُّباً للصدام مع رجال السياسة.

   ،

أهم نصوص الإسلام هو القرآن وهو ثابت قطعي لدى كل الطوائف الإسلامية، متواتر، أي أن المسلمون لا يعتمدون في نقله عبر الزمان على الكتب، بل تحفظه صدورهم، يَتلونه آناء الليل وآناء النهار، هناك الآلاف من حفظته عبر الأجيال المختلفة، فاحتمالية تحريِفه أقرب إلى الاستحالة، والحق أن المسلمين تعلموا الدرس لما رأوا من تحريف الكتب المقدسة الأخرى، فكان حريٌ بهم أن يتخذوا مسلكاً مختلفا في حفظ النصوص القرآنية من التحريف، فاستغنوا عن الكتب بالقلوب التي تحفظه. ما سلف لا يعني بالضرورة أن القرآن لم يتحرف، فنُصوصه قد حُفظت لكن معانيها تبدلت وتغيرت، واُستخدمت في غير محلها الأوّل، بل و ضاع منّا المعنى الأول تماماً، أي أن المعنى قد حُرِّف. وربما يُحتج هنا بأن القرآن رسالة إلهية مناسبة لكل العصور فلذا تتغير تفاسيره عبر الزمان، لكن هذه النظرة-المخالفة للمنطق-لا تُعلّل انحراف المعاني إلى هذا الحد، فيستحيل على سبيل المثال أن يكون الإسلام دين قتلٍ وسفك دماء كما تفهم الجماعات الجهادية، فذلك هو التحريف بعينه، وليس تجديداً يحفظ للرسالة عصريتها.

صحيح البخاري
يلي القرآن في الأهمية لدى أغلب المسلمين الحديث النبوي(1)، لم يُحفظ الحديث بطريقةٍ تؤمّن سلامته من التحريف، فلقد تُرك للتداول بين العلماء قرنين من الزمان قبل أن يُجمع في كتابٍ، حتى أن البخاري(2) اختار 7500 حديث-تقريباً-في صحيحه من أصل ستمائة ألف حديث كانت متداولة في عصره، وذلك يدلُّ على كثرة الوضع في أحاديث النبي، وكثرة الوضاعين. وأسباب الوضع مختلفة متعددة، نتفرغ لإيضاحها في مجالٍ آخر. المثير هنا أن جمع الأحاديث في الكتب لا يضع حداً لتحريفها لِعِلَّتين، الأولى ان ما جُمع من الأحاديث ليس كلّه صحيح كما بدا للمحدِثين بل إن كثير منه موضوع، وخاصة ان المُحدثين قد اشتغلوا كثيرا بتصحيح من نقل إليهم الحديث-السند-وتهاونوا في جوهر الحديث-المتن-، فقد يحمل الحديث خرافة يقبلونها لأن السند صحيح، أما العلّة الثانية أنهم قد حصّنوا بهذه الكتب نصّ الحديث، أما المعنى فهو مُعرضٌ للتحريف كما أبنّا-في معنى القرآن-.

تأتي في المرتبة الثالثة من الأهمية، اجتهادات العلماء في بيان الإسلام، فهناك من المسلمين من يقدّس اجتهادات الأوائل-مثل السلفيين-ويُبديها على عقله، وهناك من يأخذها في الاعتبار من دون توغلٍ في التقديس، وهناك من يرفضها البتة، وفي هذه النصوص كارثةٍ كبرى لأن آراء العلماء هذه لم تنزل من السماء بل نتجت عن أفكار بشرية في عصور مختلفة وظروف شتى، فلا يصح أن تُفرض هذه الأقاويل والحجج إذا تغير الزمان و المكان، بل إن الواجب يقتضي ان يُعيد علماء كل عصر الكرة من جديد و يبحثون من جديد آخذين في الاعتبار أقاويل القدماء من دون تسليم بصحتها، لكنهم في الواقع لا يفعلون، وذلك الباب خطره عظيم على الدين، فهو يفتح مدخلاً هائلاً لأن يقع المسلمون في فخ التخلف والرجعية.
_______________________
(1) هناك بعض الفرق من غلاة الشيعة يفضلون سيرة الإمام علي-رضي الله عنه-على أحاديث النبي-صلى الله عليه وسلم-.
(2) الإمام البخاري هو رائد المحدِّثين-علماء الحديث-، وضع كتابه صحيح البخاري في منتصف القرن الثالث الهجري، وفي هذا الكتاب لا يكتب إلا الأحاديث التي صّحت عنده، ويضفي بعض المسلمين قداسة شديدة على هذا الكتاب فيقال "إن أول كتاب بعد القرآن الكريم، صحيح البخاري".
  ،
على الجملة فقد وقع تحريفا كثيراً في الإسلام، حُرّفت النصوص وحرّفت معانيها، ففسد منها الكثير عبر أزمنة متفاوتة كما أبنّا، نأتي أخيراً للحجة الواهنة الملتصقة بأذهان المسلمين من أن نصوص الإسلام لها حماية خاصة، فهذا الدين يحميه الإله بنفسه من التحريف حيث يقول الله في كتابه: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"-الحجر 9-فتصير هذه الآية برهاناً لدى كل المسلمين على حصانة القرآن من التحريف، وتحليلاً لهذا الرأي ننظر إلى الكتب المقدسة الأخرى و نرى ماذا وعد الإله فيها؟، هل أقر بفناءها بعد حين من الدهر؟
 - في التوراة يقول الرب: (الى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السموات) مزمور 119: 89، نصيّاً تتفق هذه الآية مع آية نزلنا الذكر، لكن التوراة حُرّفت أيما تحريف، فربما نحن من يسئ فهم الآية.
 - وفي الإنجيل يقول المسيح: (إني الحق أقول لكم الى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى  يكون الكل) متى 5: 17، وهي آية صريحة تُقر ببقاء كلام الإله، يفهمها كل إنسان حسبما هواه.
 - وفي كتاب الأفستا يردد الإله: (نطقت بكلمتي تلك أبداً)، على الرغم من أن الزرادشتية أوغلت في التحريف إيغالاً.
 - وحتى النصوص البهائية بها كلمات مشابهه: (ثمّ احفظها عن التّصرّف فيما لم يدخل في ملكها).

إذن فالوعد ببقاء كلمة الإله وعداً مأثوراً منذ القدم، لكن الخطأ يقع عند تصنيف كلمة الإله على انها الكتاب المقدس. وتفادياً للمزيد من المنعطفات الفلسفية دعونا نتجرد من النصوص وقهرتها على النفوس، فالنصوص وهي موضع اتهام، لا تصلح ان تكون دليل تبرئة لذاتها، وقد أسلفنا من الأدلة التاريخية ما يُثبت تحريف الكلم عن مواضعه، وأن معاني النصوص الإسلامية قد تبدلت أيما تبديل.



أركان التعفن كما أوضحنا في تدوينة تعفن الديانة 1 هي: انحراف النصوص عن أصلها، وتفشي الجهل والانحطاط في الخلق-كما هو حال أغلب المسلمين اليوم-، وآخر الأركان وأكثرها إيحاشاً هو تمكن رجال الدين من المجتمع واستلائهم عليه، يحركون المجتمع بكلماتهم، يوجهونه كيفما رأوا، يخرجون على الناس من فوق منابرهم فيتشدقون بكلمات النبي وآيات القرآن يحرفون معناها كيفما يحلوا لهم، فهذا حرامٌ بين وهذا قطعاً حلال وكله بهوى رجال الدين-مثل تلك الفتوى التي تُحرّم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم! ثم تبيحها إن كان هناك مصلحة ما للمتدينين في التهنئة-، وهم يبذلون الكثير في سبيل المظاهر التي لا قيمة لها أصلاً فتجد اللحى والجلابيب والحُجُب والنُقُب صارت من ركائز الإيمان، و هم يَسُبون من لا ينحاز لهم أنه كافرٌ وجب لعنه(1) فتتسع الفجوة بين طبقات المجتمع، حتى صار التوقيع على نغمة الدين شغلة من لا شغل له من هؤلاء الدجاجلة المنحطون.

 حمزة الخطيب، وإلى يساره حسن شحاته،
من أشهر ضحايا التطرف المذهبي
أمّا الفرق الإسلامية التي أسلفنا بيان نشأتها، فهي هي في أفكارها وأُطُرها العامة، لكن النزاع فيما بينها صار منحطاً مقززاً يُكفّرون بعضهم البعض، بل ويسفكون دماء بعضهم البعض، كما هو الحال في الوطن العربي، حيث بولغ في العناد بين السنة والشيعة حتى رأينا جرائم بشعة كذبح حمزة الخطيب وحسن شحاتة باسم الدين!، أي دين هذا؟، تالله إنها الإنسانية قد نزعت من قلوبهم فصاروا وحوشاً بشرية، يقتلون النفس التي حرّم الله قتلها بغير حق، تراهم يتذابحون مُكبّرين مهللين رافعين رايات لا إله إلا الله، وهو برئ منهم، وما نلوم إلا رجال الدين الدجاجلة الذين آثروا التكفير، فكل شيخ يرى فرقته الفرقة الناجية وأن بقية المسلمين-الموحدين-كفرة هالكون إلى جهنم وبئس المصير!، وكأنما بُعث محمداً هلاكاً للعالمين، ويعللون ذلك بحديثٍ أحمق "هذه الأمة ستفترق على ثلاث و سبعين, اثنتان و سبعون في النار و واحدة في الجنة" (2). إجمالاً فهذه السياسة التكفيرية ستؤدي حتماً إلى انهيار سقف الدين فوق رؤوس معتنقيه.
___________________________
(1) وقد ورد في الآونة الأخيرة تعليلاً لسبّ الكافرين بما ورد في البخاري من قول أبي بكر-رضي الله عنه-لأحد الكفار: "امصص ببظر اللات".
(2) هذا الحديث صحيح نصفه الأول فقط-الذي يخبر بانقسام الأمه، وقد حدث بالفعل-أما النصف الذي ينبئ بهلاك معظم المسلمين في النار فهو ضعيف. ويقول فيه ابن حزم: إنها موضوعة لا موقوفة ولا مرفوعة. هذا بجانب ان المتن فاسد لا يصح الاعتماد عليه.

  ،

التوصيف الكامل لحالة المسلمين لا يتم إلا بوصف حالة فريق "مسلمين على البطاقة"، هؤلاء الذين لا يعرفون من الدين سوى انتماءهم إليه ونيفٍ من فروضه، يرتكبون معاصيهم بدعوى أنهم "ناس عادية" ولا يحكمون الدين كثيراً في حياتهم، على الرغم من ذلك فهم إليه مُتعصبون. هؤلاء لم يحسموا أمرهم بعد من الدين فكرياً ولا عقائدياً، ربما ينحرون دينهم عمّا قريب إذا وجدوا في الإلحاد مرتفقاً ينجيهم من عبء الدين، وربما يتطرفون يوماً ما انجرافا وراء دعاوي "أغيثوا دينكم" و"فداك أبي وأمي يا رسول الله"، لكن الحتمي أن بقاءهم على هذه الحال ليس إسعافاً للإسلام الذي يختنق إثر تعفنه.

إذن ما هي المرحلة القادمة للإسلام؟، يُعجبني هنا ان أذكر حديث رسول الله-صلّى الله عليه وسلم- "لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ فَمَنْ؟"(1) فلذلك الحديث دلالة فحواها أن ما حلّ بالمسيحية سيحلّ بالإسلام، نعم سيحلّ بالإسلام، فطرقات الإلحاد قد سُمعت مدوّية في المجتمعات الإسلامية، ولو سُئلت لقلت أن الحق مع الملحدين، فهم يعاصرون الإسلام المتعفن، يعانون ويصرخون أنى نجد أحداً يُحدثنا بعقله كما نُحدثكم بعقولنا فلا يجدوا سوى هذا الهراء من الخطابات الدينية المؤذية، فقد تحقق فينا قول أبي العلاء المعري " اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين ... وآخر ديّن لا عقل له". هنا يبرز التساؤل, لماذا يتهرب المسلمون من حلبة الجدال العقلي؟، لعل السبب أنهم يؤمنون بنصوصٍ مُحمّله بالخرافات والمتناقضات التي لا تقبلها عقولهم وتُسلّم بها قلوبهم إيماناً واحتساباً، فكيف يواجهون العُقلاء وهم قد طَمَسوا أنوار عقولهم بتلك النصوص.

تُثير استفزازي تلك الحلول المطروحة من علمانية وليبرالية، فما هي إلا أدوات جديدة لـ"رجال دين"-من طراز آخر-سيضغطون بها الناس مجددا في دائرة الدين، لكن هذه المرة الدين مفصول تماماً عن السياسة وربما عن الحياة، فما أعظم هذا الدين! لأصحاب هذه الدعاوي أن يفهموا أن الدين والسياسة متجاوران ما بقيا، فالدين هو وسيلة الإصلاح الفردية والسياسة هي وسيلة الإصلاح المجتمعية، وكلاهما حائجُ إلى الآخر، متشابكان ضروريان لنجاح بعضهما البعض، لذا أرفض القول بأن "الليبرالية ستار الإلحاد" فالحقّ ان "الليبرالية هي ستار الدين" فهو الأحوج للإستتار. ولعل الحوارات الإعلامية التي تدور بين الفصيلين-العلماني، الإسلامي-هي التي ستكتب كلمة النهاية في سيناريو الإسلام، فالظهور الدائم لهذا الحوار بين المتطرفين يضغط على المجتمع، ويخفي في طياته الكثير من الآراء المختلفة، التي هي أقل تطرفاً من المتنازعين، وذاك يقيناً يُنفّر الناس من الدين.

على الجملة، قد لا يفيد مطلقاً الإقرار بقدوم الإلحاد من عدمه، لكن المهم هنا أن نقر بأننا بصدد دينٍ متعفن، علينا أن نسارع في إسعافه كلما أمكن، ربما أكون متشائماً أكثر من اللازم لكن ظنّي يغلبني على أنه في القريب العاجل سينجلي الإسلام من هذا العالم، بلا رجعة.
_________________
(1) أخرجه البخاري ومسلم وهو صحيح، والضب هو حيوان يعيش في الصحراء والبراري، ويضرب المثل بجحره في الصغر والضيق.


ملحوظة: في السياق تعرضت لبعض الأحداث التاريخية التي وصلتنا عبر نصوص دينية أو مقدسة، فآثرت الإبقاء عليها كما هي دون التعرض لمدى صحتها.